جاري التحميل
جاري التحميل
الأمطار الغزيرة والجفاف المستمر والعواصف المتزايدة ليست مجرد أخبار عابرة، بل هي إشارات قوية على أن كوكبنا يمر بمرحلة تحول خطيرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نستجيب لهذه التحديات؟ هل نكتفي بالمشاهدة والانتظار، أم نأخذ بزمام المبادرة ونعمل على تغيير واقعنا؟
التغير المناخي ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو تهديد وجودي يمس كل فرد فينا. سواء كنا مزارعين نعتمد على الأرض في رزقنا، أو أصحاب منشآت سياحية تعتمد على استقرار المناخ لجذب الزوار، أو حتى أبناء الريف والمدن. هذا التهديد يتطلب منا جميعا أن نرفع أصواتنا ونطالب بإجراءات حاسمة وفورية لمواجهته.
رغم أن هناك إدراكا واسعا لخطر التغير المناخي في الأردن، حيث يعتقد 67% من المستطلعين أن التغير المناخي هو حالة طوارئ عالمية، إلا أن 41% منهم لا يطالبون باتخاذ إجراء عاجل وشامل. هذا التناقض يعكس الحاجة الملحة لفهم أعمق لأبعاد التغيير المطلوبة.
الوعي، العمل، والمناصرة: ثلاثية التغيير
لمعالجة هذا التناقض، يجب أن نركز على ثلاثة أبعاد رئيسية: الوعي، العمل، والمناصرة. أولا، علينا أن نعزز الوعي بتأثيرات المناخ على حياتنا اليومية. هذا يتطلب منا أن نبدأ من دوائرنا الضيقة، من أصدقائنا وأسرنا، ونعمل على نشر المعرفة بأهمية التغير المناخي وتأثيره المباشر علينا.
ثانيا، يأتي دور العمل. علينا أن نبني قدراتنا ونطور استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ والحد من آثاره. هذا يتطلب منا تنظيم حوارات مجتمعية وتبادل الخبرات والمعرفة حول كيفية مواجهة التحديات البيئية.
أخيرا، يأتي دور المناصرة. يجب أن نعمل على إيصال أصواتنا إلى مراكز القرار، ونتواصل مع ممثلينا في البرلمان، ونسألهم عن خططهم وبرامجهم المتعلقة بالتغير المناخي. المشاركة في النقاشات العامة وحضور الاجتماعات المتعلقة بالقضايا البيئية هي جزء أساسي من دورنا كمواطنين مسؤولين.
كيف تستجيب الحكومات؟
ليست هذه مجرد نظريات، بل هناك أمثلة حية من مختلف أنحاء العالم. في كمبوديا، تم توجيه الوزارات القطاعية لدمج الشباب في عملية تحديث المساهمات المحددة وطنياً وفي استراتيجياتها القطاعية. وفي كولومبيا، أنشأت وزارة البيئة بالتعاون مع الشبكة الوطنية للشباب خط اتصال مباشر بين الحكومة ومجموعات الشباب في جميع أنحاء البلاد، حتى في المناطق الريفية.
التغير المناخي ليس تهديدا بعيدا، بل هو حقيقة نعيشها اليوم. لدينا دور نلعبه في مواجهة هذا التحدي. لا يمكننا أن ننتظر الآخرين ليقوموا بالتحرك بالنيابة عنا.